«دلجا» قرية تصنع السلاح والفتنة الطائفية
أنصار «المعزول» حولوها بؤرة للمعارك.. وراعى كنيسة بالمنيا: ألغينا قداس الأحد ألسنة اللهب تتصاعد من إحدي الكنائس
استغل الإخوان وقوع «دلجا»، أكبر قرية بمحافظة المنيا من حيث المساحة والتعداد السكانى والتى ذاع صيتها فى صناعة السلاح، بالقرب من الظهير الصحراوى الغربى وبعدها عن أعين رجال الشرطة، وحولوها إلى ما يشبه مستعمرة لهم، لحد وصل إلى مطالبتهم المسيحيين بإخلاء ومغادرة منازلهم.
«إنها قرية تزرع السلاح» بهذه العبارة وصف نادى عاطف شاكر، مدير منظمة العدل والتنميه لحقوق الإنسان بالمنيا، الوضع فى دلجا قائلاً: الأهالى والعائلات هناك يمتلكون ترسانة أسلحة، فالقرية ذاع صيتها فى تصنيعها بمختلف أنواعها، بل إنها تصدّر هذه المنتجات لجميع قرى المحافظة، كما أن بعض الخارجين عن القانون استخدموا الطريق الصحراوى الغربى المتاخم لها كمنفذ لتجارة السلاح وممارسة أعمال البلطجة.
ويشير شاكر إلى أنه عندما اندلعت شرارة ثورة 30 يونيو، استغل الإخوان الفراغ الأمنى فى ترويع الأقباط، كورقة ضغط يحاولون من خلالها إعادة رئيسهم المعزول، فأخذوا يستهدفون المسيحيين أثناء توجههم للكنائس، وأجبروهم على التزام منازلهم وغلق محلاتهم التجارية، متسائلاً: «كيف بأقلية قبطية لا يتجاوز عددها 15 ألف نسمة أن تواجه أغلبية مسلمة يزيد سكانها على 120 ألف نسمة؟».
وقال القس أيوب يوسف، راعى كنيسة مارى جرجس للأقباط الكاثوليك بدلجا: نشكر القوات المسلحة وقوات الشرطة على سرعة استجابتها وتعاونها وتلبيتها للاستغاثات وسيطرتها على الموقف، لكن المسيحيين لا يزالون يعيشون فى رعب وخوف وحذر شديد، وأعمالهم ومصالحهم شبه متوقفه جرّاء ما يتعرضون له فى كافة أرجاء المحافظة.
وأضاف: لأول مرة فى التاريخ يتم إلغاء قداس الأحد للأسبوع الثانى على التوالى بالكنيسة الأرثوذكسية بدلجا، كما أن نسبة حضور المصلين بكنيسة الكاثوليك شبه منعدمة.
وقال «نبيل. أ»، أحد الأهالى، طلب عدم ذكر اسمه كاملاً، حفاظاً على حياته: إن فعاليات جمعة الشهيد لم تمر مرور الكرام بقرية دلجا، فالإخوان لم يتوانوا منذ اندلاع ثورة 30 يونيو عن استهداف الأقباط، وكانت البداية بمهاجمة استراحة كنيسة مارى جرجس للأقباط الكاثوليك، وإشعال النيران بساحتها، وطرد القس أيوب يوسف راعى الكنيسة الذى احتمى بمنزل أحد جيرانه من المسلمين إبان الأحداث.
ويضيف «مرزق. م». أحد المسيحيين بالقرية: «لم تقتصر مأساة الأقباط هنا على تخريب الكنائس، حيث تم استهداف محلاتهم التجارية، ومنازلهم بكتابة عبارات مهينة تسب البابا تواضروس، وتشير إلى أن هذه المنازل أصبحت ملكاً للمسلمين، وفوجئنا مساء الجمعة الماضى بإقامة منصة أمام مسجد عباد الرحمن تمهيداً للاعتصام حولها، وبدأت التهديدات تتوالى تارة بالتهكم أو إجبارنا على التزام منازلنا وتارة أخرى بتهديدنا بحرق كنائسنا ومنازلنا».
وأضاف: استغثنا بأجهزة الأمن التى دفعت بتعزيزات أمنية لحمايتنا وكان منها 4 مدرعات تابعة للجيش تم التصدى لها أثناء دخول القرية من ناحية الطريق الصحراوى الغربى، وأشعل الإخوان النيران بإطارات السيارات، وأطلقوا أعيرة نارية بشكل كثيف فى الهواء، واستهدفوا نقطة الشرطة، وهذا ما أجبر القوات على التراجع عن دخول القرية والاكتفاء بتطويقها من الخارج.
وقال «فايز. ح»، أحد الأهالى بالقرية، إن أنصار المعزول استخدموا مكبرات الصوت المحمولة على السيارات والمساجد للتهديد باقتحام نقطة الشرطة والكنائس ومنازل المسيحيين، ما دفع بالجيش والشرطة إلى مواجهتهم بالقوة.
أحد مسلمى القرية، شدد على عدم ذكر اسمه، قال: «ما يحدث للمسيحيين بدلجا قلة أدب ويجب أن يتم وضع حد لهذه المهزلة، فالقريه تحولت إلى مستعمرة إخوانية بالدرجة الأولى، وعقب فض اعتصامى ميدانى رابعة العدوية والنهضة تم الاعتداء على كنيسة السيدة العذراء التى تعد أثرية ويعود عمرها إلى 1800 سنة تقريباً، وتم سلب ونهب وحرق عدد من الكنائس بتحريض من المشايخ».
وأضاف: «يوم الجمعة الماضى تفاقمت الأوضاع ووقع تبادل لإطلاق النار بين الشرطة والجيش من جانب والأهالى من جانب آخر، والوجود الأمنى بالقرية حالياً يكاد يكون منعدماً، حتى إن البعض كان يطلق أعيرة نارية فى الهواء أثناء قيام طائرة استكشاف تابعة للقوات المسلحة برصد الأحداث ومتابعتها، والأدهى من ذلك أن السلاح منتشر بالقرية بشكل يثير الذعر والرعب».
فى المقابل، أكد مسئول رفيع المستوى بمديرية أمن المنيا أن الأوضاع أصبحت تحت السيطرة، ويتم الآن تحديد العناصر التى تثير الشغب والفوضى بالقرية لإلقاء القبض عليها، مضيفاً أن هناك جهوداً تبذلها السلطات الأمنية بالتنسيق مع العقلاء وكبار العائلات لطمأنة المواطنين وتهدئة الأحوال بالقرية وإنهاء حالة الخوف والاحتقان.
الوطن
أنصار «المعزول» حولوها بؤرة للمعارك.. وراعى كنيسة بالمنيا: ألغينا قداس الأحد ألسنة اللهب تتصاعد من إحدي الكنائس
استغل الإخوان وقوع «دلجا»، أكبر قرية بمحافظة المنيا من حيث المساحة والتعداد السكانى والتى ذاع صيتها فى صناعة السلاح، بالقرب من الظهير الصحراوى الغربى وبعدها عن أعين رجال الشرطة، وحولوها إلى ما يشبه مستعمرة لهم، لحد وصل إلى مطالبتهم المسيحيين بإخلاء ومغادرة منازلهم.
«إنها قرية تزرع السلاح» بهذه العبارة وصف نادى عاطف شاكر، مدير منظمة العدل والتنميه لحقوق الإنسان بالمنيا، الوضع فى دلجا قائلاً: الأهالى والعائلات هناك يمتلكون ترسانة أسلحة، فالقرية ذاع صيتها فى تصنيعها بمختلف أنواعها، بل إنها تصدّر هذه المنتجات لجميع قرى المحافظة، كما أن بعض الخارجين عن القانون استخدموا الطريق الصحراوى الغربى المتاخم لها كمنفذ لتجارة السلاح وممارسة أعمال البلطجة.
ويشير شاكر إلى أنه عندما اندلعت شرارة ثورة 30 يونيو، استغل الإخوان الفراغ الأمنى فى ترويع الأقباط، كورقة ضغط يحاولون من خلالها إعادة رئيسهم المعزول، فأخذوا يستهدفون المسيحيين أثناء توجههم للكنائس، وأجبروهم على التزام منازلهم وغلق محلاتهم التجارية، متسائلاً: «كيف بأقلية قبطية لا يتجاوز عددها 15 ألف نسمة أن تواجه أغلبية مسلمة يزيد سكانها على 120 ألف نسمة؟».
مواطن مسلم: ما يتعرض له المسيحيون من بعض المشايخ «قلة أدب»شاكر قال أيضاً إن جميع الهجمات التى تعرضت لها الكنائس، خطط لها ونفذها عناصر من قرية دلجا والريرمون، مضيفاً أنه بالرغم من تبعية قرية دلجا لمركز ديرمواس فإنها مرتبطة أكثر بمركز ملوى المجاور، والدليل على ذلك أن موقف السيارات المتجهة للقرية كائن بمركز ملوى.
وقال القس أيوب يوسف، راعى كنيسة مارى جرجس للأقباط الكاثوليك بدلجا: نشكر القوات المسلحة وقوات الشرطة على سرعة استجابتها وتعاونها وتلبيتها للاستغاثات وسيطرتها على الموقف، لكن المسيحيين لا يزالون يعيشون فى رعب وخوف وحذر شديد، وأعمالهم ومصالحهم شبه متوقفه جرّاء ما يتعرضون له فى كافة أرجاء المحافظة.
وأضاف: لأول مرة فى التاريخ يتم إلغاء قداس الأحد للأسبوع الثانى على التوالى بالكنيسة الأرثوذكسية بدلجا، كما أن نسبة حضور المصلين بكنيسة الكاثوليك شبه منعدمة.
وقال «نبيل. أ»، أحد الأهالى، طلب عدم ذكر اسمه كاملاً، حفاظاً على حياته: إن فعاليات جمعة الشهيد لم تمر مرور الكرام بقرية دلجا، فالإخوان لم يتوانوا منذ اندلاع ثورة 30 يونيو عن استهداف الأقباط، وكانت البداية بمهاجمة استراحة كنيسة مارى جرجس للأقباط الكاثوليك، وإشعال النيران بساحتها، وطرد القس أيوب يوسف راعى الكنيسة الذى احتمى بمنزل أحد جيرانه من المسلمين إبان الأحداث.
ويضيف «مرزق. م». أحد المسيحيين بالقرية: «لم تقتصر مأساة الأقباط هنا على تخريب الكنائس، حيث تم استهداف محلاتهم التجارية، ومنازلهم بكتابة عبارات مهينة تسب البابا تواضروس، وتشير إلى أن هذه المنازل أصبحت ملكاً للمسلمين، وفوجئنا مساء الجمعة الماضى بإقامة منصة أمام مسجد عباد الرحمن تمهيداً للاعتصام حولها، وبدأت التهديدات تتوالى تارة بالتهكم أو إجبارنا على التزام منازلنا وتارة أخرى بتهديدنا بحرق كنائسنا ومنازلنا».
وأضاف: استغثنا بأجهزة الأمن التى دفعت بتعزيزات أمنية لحمايتنا وكان منها 4 مدرعات تابعة للجيش تم التصدى لها أثناء دخول القرية من ناحية الطريق الصحراوى الغربى، وأشعل الإخوان النيران بإطارات السيارات، وأطلقوا أعيرة نارية بشكل كثيف فى الهواء، واستهدفوا نقطة الشرطة، وهذا ما أجبر القوات على التراجع عن دخول القرية والاكتفاء بتطويقها من الخارج.
وقال «فايز. ح»، أحد الأهالى بالقرية، إن أنصار المعزول استخدموا مكبرات الصوت المحمولة على السيارات والمساجد للتهديد باقتحام نقطة الشرطة والكنائس ومنازل المسيحيين، ما دفع بالجيش والشرطة إلى مواجهتهم بالقوة.
أحد مسلمى القرية، شدد على عدم ذكر اسمه، قال: «ما يحدث للمسيحيين بدلجا قلة أدب ويجب أن يتم وضع حد لهذه المهزلة، فالقريه تحولت إلى مستعمرة إخوانية بالدرجة الأولى، وعقب فض اعتصامى ميدانى رابعة العدوية والنهضة تم الاعتداء على كنيسة السيدة العذراء التى تعد أثرية ويعود عمرها إلى 1800 سنة تقريباً، وتم سلب ونهب وحرق عدد من الكنائس بتحريض من المشايخ».
وأضاف: «يوم الجمعة الماضى تفاقمت الأوضاع ووقع تبادل لإطلاق النار بين الشرطة والجيش من جانب والأهالى من جانب آخر، والوجود الأمنى بالقرية حالياً يكاد يكون منعدماً، حتى إن البعض كان يطلق أعيرة نارية فى الهواء أثناء قيام طائرة استكشاف تابعة للقوات المسلحة برصد الأحداث ومتابعتها، والأدهى من ذلك أن السلاح منتشر بالقرية بشكل يثير الذعر والرعب».
فى المقابل، أكد مسئول رفيع المستوى بمديرية أمن المنيا أن الأوضاع أصبحت تحت السيطرة، ويتم الآن تحديد العناصر التى تثير الشغب والفوضى بالقرية لإلقاء القبض عليها، مضيفاً أن هناك جهوداً تبذلها السلطات الأمنية بالتنسيق مع العقلاء وكبار العائلات لطمأنة المواطنين وتهدئة الأحوال بالقرية وإنهاء حالة الخوف والاحتقان.
الوطن
0 التعليقات:
إرسال تعليق